16.1.18

ارتفاع الهرمونات بعد التمرين هل له تأثير على البناء العضلي أم لا؟


ارتفاع الهرمونات بعد التمرين هل له تأثير على البناء العضلي أم لا؟
بعد التمرين خصوصاً التمرين القوي الذي يتضمن أوزان ثقيلة ترتفع نسب بعض هرمونات البناء العملاقة مثل التستوستيرون، هرمون النمو وأيضاً عامل النمو شبيه الأنسولين وهناك اعتقاد سائد أن هذا الارتفاع مهم جداً ويجب اغتنامه بأي طريقة ممكنه
ولكن هذا مجرد اعتقاد ومجرد نظرية لم تثبت صحتها أبداً. بل على العكس، ما ثبت هو أن ارتفاع نسب هذه الهرمونات لم يكن له أي تأثير إيجابي على البناء العضلي لا على المدى الطويل و لا المدى القصير والهرمونات التي فعلاً ارتفاعها بعد التمرين له تأثير إيجابي أو سلبي هي الهرمونات التي تعمل على نقل و إعادة تخزين الطاقة مثل الكورتيزول و الأنسولين، فبعد تمرين شاق و متعب أول عنصر غذائي يطلبه الجسم هو الجلوكوز و بمجرد أن تتناول الكربوهيدرات البسيطة يشرع الأنسولين عملية بدء إعادة تخزين الجليكوجين في العضلات أما في حال لم تتناولها يتولى الكورتيزول زمام الأمور و يبدأ بالهدم العضلي ليحول بروتين العضلات إلى جلوكوز، أي أن هذه العملية ستحدث لا محالة شئت أم أبيت.
و ليس فقط ذلك، كما تحدثت في المقال المفصل عن هرمون الأنسولين بعنوان "هرمون الأنسولين و دوره في بناء العضلات و حرق الدهون"    facebook.com/syr.bbg/posts/857342914428565  و شرحت فيه عن المعتقد الخاطئ السائد بين المدربين قبل اللاعبين عن أنه لا يجب تناول الكربوهيدرات بعد التمرين مباشرة كي لا يتم كبح هرمون النمو و بغض النظر عن موضوع المقال اليوم بأنه لا فائدة من ارتفاع هرمون النمو بعد التمرين إلا أن البروتين نفسه الذي ينصحك بعض المدربين و اللاعبين بتناوله لوحده يقوم برفع الأنسولين بنسب جبارة لوحده دون أي غرام كارب و ليس فقط ذلك بل إن الوي بروتين الذي ينصحونك بتناوله أكثر من غيره ثبت أنه دون كل أنواع البروتين يرفع الأنسولين بأعلى نسبة على الإطلاق، إذاً هرمون النمو سيتم كبحه بعد التمرين شئت أم أبيت أو ستضطر لتجويع نفسك ليتسنى لهرمون النمو العمل و لكن ما لا تعرفه هو أن هرمون النمو دوره في حرق الدهون أكبر من دوره في بناء العضلات عدا عن أن الكبد سيحول البروتين المتناول خصوصاً السريع منه إلى جلوكوز حتى يسد حاجة الجسم بفضل عملية تحدث داخله تسمى جلوكونيوجينيسيس. أما بالنسبة للتستوستيرون فدوره في بناء العضلات بشكل ملحوظ يتطلب كميات أكبر بكثير من الكميات التي سيفرزها الجسم بعد التمرين، كميات كالتي يستخدمها مستخدمو المنشطات.
إذاً ما الذي يتوجب فعله بعد التمرين؟
بعد التمرين يجب أن تركز تفكيرك على موضوع واحد فقط وهو إعادة تغذية العضلة بالعناصر الغذائية التي تحتاجها والعناصر الغذائية هي الأحماض الأمينية التي تتفكك من أي مصدر بروتيني داخل المعدة لرفع مستويات تكوين البروتين بالعضلات. وبمناسبة الحديث عن تكوين البروتين في العضلات فإن تناول البيض الذي يعد الأبطئ إمتصاصاً بين كل البروتينات الحيوانية رفع مستويات تخليق البروتين بعد التمرين بشكل ملحوظ وهذا يعني أن في حال لم تتناول الوي بروتين بعد التمرين لا مشكلة أبداً وفي مقال آخر ذكرت أن سرعة البروتين غير مهمة عندما تم مقارنة الوي بروتين مع الكازين بعد التمرين لذلك أيضاً يعد الحليب أفضل مشروب بعد التمرين ولكن إن توافر الوي بروتين فحتماً هو خيار ممتاز لما بعد التمرين. و العنصر الثاني هو الجلوكوز أو السكر البسيط و الذي ينتج عن تفكيك أي مصدر كربوهيدراتي بسيط بعد التمرين بسرعة فائقة و هو و البروتين يقومان برفع نسبة الأنسولين بشكل كبير ليعمل هرمون الأنسولين على ضخ العناصر الغذائية مثل الأحماض الأمينية و الجلوكوز و الكرياتين إن توفر إلى داخل العضلة بكميات هائلة و سرعة فائقة أما بالنسبة للهرمونات البناءة لا تشغل تفكيرك بها على الإطلاق لأن الكميات التي تساهم في البناء العضلي كلها تفرز أثناء النوم الليلي العميق و المبكر و حتى يأتي اليوم الذي يثبت خطأ المعلومات الواردة في هذا المقال فإن كل ما ذكر أعلاه هو خلاصة العلم الحديث.
المراجع: https://www.sciencedaily.com/releases/2012/06/120614130946.htm
http://journals.lww.com/nsca-jscr/Abstract/2013/06000/Postexercise_Hypertrophic_Adaptations___A.32.aspx
الدراسة أعلاه غير مجانية، هذا رابط للنسخة المدفوعة لمن يود التعمق: 
https://www.dropbox.com/s/7nfud5ixvurs383/postexercise_hypertrophic_adaptations.pdf?dl=0