هرمون الإنسولين و دوره في تخزين أو حرق الدهون و بناء العضلات.
-----------------------------------------------
المقال طويل و لكن أنصحكم بالقراءة.
-----------------------------------------------
الإنسولين هو هرمون بروتيني يتكون من 51 حمض اميني و يفرزه البنكرياس، و إكتسب هذا الهرمون سمعة سيئة في الأوساط الرياضية خصوصاً حميات خفض الوزن و حرق الدهون و تمت شيطنته و جعله العدو الأكبر لخسارة الدهون و هذا شيء مؤسف.
-----------------------------------------------
الإنسولين يقوم بموازنة الجلوكوز في الدم. بعد تناول وجبة تحوي كربوهيدرات يتم تكسيرها إلى جلوكوز الذي يعد مصدر الطاقة للخلايا، الجلوكوز يدخل مجرى الدم، يتحسس البنكرياس إرتفاع الجلوكوز فيطلق المرحلة الأولى للإنسولين خلال 10 دقائق. الإنسولين يسمح للجلوكوز بالدخول للكبد و العضلات و الخلايا الدهنية. ثم يطلق المرحلة الثانية حتى يعود طالما هناك جلوكوز في مجرى الدم. (مرضى السكري ليس لديهم المرحلة الأولى). بمجرد عودة الجلوكوز لمستوياته الطبيعية تنخفض نسبة الإنسولين معه. هذا يحدث طوال اليوم. تأكل وجبة، يرتفع الجولكوز، يرتفع الأنسولين، ينخفض الجلوكوز، ينخفض الإنسولين. و عادة تكون نسبة الإنسولين منخفضة في الصباح الباكر بسبب كونك لم تتناول أي وجبة على الأقل منذ 8 ساعات.
-----------------------------------------------
و لكن الإنسولين لا ينظم فقط جلوكوز الدم، إنما يحفز أيضاً تكون أو بناء البروتين في العضلات بالإضافة إلى أنه يمنع حرق الدهون و يساعد على تخزينها.
يبدأ الآن الرعب. منع حرق الدهون و المساعدة في تخزينها؟ هذا شيء خطير.
بسبب هذه الميزة الآخيرة الجميع بدأ يعطي سمعة سيئة لهذا الهرمون و التحذير من إرتفاعه بشكل مستمر.
يزعم أن الإنسولين يسبب تراكم الدهون بسبب المنطق التالي:
-----------------------------------------------
حمية مرتفعة الكارب > إنسولين مرتفع > ليبوجينيسيس عالي/ليبوليسيس منخفض > زيادة نسبة الدهون > بدانة.
و إن عكسنا المنطق فإن:
حمية منخفضة الكارب > إنسولين منخفض > ليبوجينيسيس منخفض/ليبوليسيس عالي > إنخفاض نسبة الدهون.
ليبوجينيسيس: مراكم الدهون
ليبوليسيس: محلل الدهون
صحيح؟
-----------------------------------------------
سنتكلم الآن عن خرافات الإنسولين و نصححها:
1- الحمية عالية الكارب تقود إلى نسبة إنسولين مرتفعة
من أحد الخرافات التي تحيط بالإنسولين أن إرتفاعه سيسبب تخزين الدهون بسبب إرتفاع نسبة الليبوجينيسيس أكثر من نسبة الليبوليسيس و هذا بالفعل صحيح، زيادة الأول على الثاني تسبب زيادة الدهون.
و لكن عند الناس الأصحاء الإنسولين فقط يرتفع عند تناول وجبة و هذا يعني أن الليبوجينيسيس سيطغى على الليبوليسيس فقط في الساعات التي تلي الوجبة (ستخزن دهون). و خلال فترات الصيام مثل الفترات المتباعدة بين الوجبات أو عند النوم فإن الليبوليسيس يرتفع ليطغى على الليبوجينيسيس (ستحرق دهون) و ذلك يعني أنهما خلال 24 ساعة سيتعادلا و كل شيء سيعود لسابق وضعه و ذلك في حال عدم تجاوز السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك يومياً.
-----------------------------------------------
في الرسم البياني المرفق ستشاهد نشاط الليبوجينيسيس باللون الأخضر إستجابة لتناول وجبة و الأزرق نشاط الليبوليسيس عند عدم تناول أي طعام أو النوم، ستلاحظ أنهما خلال 24 ساعة سيتعادلان في النتائج في حال لم تتناول أي فائض من السعرات الحرارية و هذا يعني أنه حتى لو كانت الحمية مرتفعة الكربوهيدرات فإنك لن تكسب أي وزن طالما تتحكم بعدد السعرات الحرارية.
-----------------------------------------------
2- الكربوهيدرات ترفع الإنسولين مما يؤدي إلى إرتفاع نسبة الدهون
في الواقع جسمك يستطيع تخزين الدهون حتى لو كانت الحمية لديك منخفضة الكربوهيدرات أو حتى معدومة.
كيف يحدث ذلك؟
هناك أنزيم في الخلايا الدهنية يسمى HSL هذا الأنزيم يساعد على تكسير الدهون و لكن الإنسولين يثبط هذا الإنزيم و بالتالي تثبيط تكسير الدهون و هنا يبدأ الرعب مجدداً.
و لكن هل تعلم أن تناول الدهون أيضاً يثبط هذا الأنزيم حتى عند إنخفاض الإنسولين؟
هذا يعني أنك لن تستطيع خسارة الدهون حتى لو خفضت كمية الكربوهيدرات إلى أدنى حد إن كنت تتناول سعرات حرارية أكثر من حاجتك و بالتالي حتى تستطيع حرق الدهون يجب أن تتناول سعرات حرارية أقل من حاجة جسمك.
-----------------------------------------------
3- الإنسولين يرتفع فقط بسبب الكربوهيدرات
لا، غير صحيح أبداً
هل تعلم أن البروتين يرفع نسبة الإنسولين؟
نعم و ليس فقط هذا بل و يرفعه أكثر من الكارب، في أحد الدراسات تمت المقارنة بين وجبتين و تأثيرهما على إرتفاع الإنسولين، الوجبة الأولى تحوي 21غ بروتين و 125غ كارب و الثانية تحوي على 75غ بروتين و 75غ كارب، كلاهما يحوي 675 سعرة حرارية بالضبط.
كانت النتيجة أن إستجابة الأنسولين أعلى في الوجبة العالية البروتين و كانت نسبة سكر الدم أعلى في الوجبة العالية الكارب.
*شاهد المخططات البيانية المرفقة.
نلاحظ هنا أن الإنسولين لم يكن مرتفعاً في الوجبة العالية الكارب بالرغم من عدم إرتفاع نسبة سكر الدم بالرغم من أن الوجبة الثانية تحوي ضعف كمية الكارب و ليس أكثر بقليل فقط.
و ليس فقط ذلك، بل كانت نسبة الشعور بالجوع أقل و نسبة الشعور بالشبع أعلى في الوجبة العالية البروتين.
-----------------------------------------------
دراسة أخرى قارنت تأثير عدة أنواع بروتين على الإنسولين كانت نتيجتها أن الوي بروتين كان في المرتبة الأولى من حيث قدرته على رفع الإنسولين ثم السمك تلاها الديك الرومي و في المرتبة الأخيرة البيض.
و بغض النظر عن الفروقات بينهم فإن الذي لا شك فيه هو أنهم جميعاً قاموا برفع الإنسولين بالرغم من أنهم ليسوا من فصيلة الكربوهيدرات.
قد يدعي البعض و يقول أن البروتين رفع الإنسولين لأنه تحول في الكبد إلى جلوكوز و لكن هذا الإدعاء غير صحيح لأن الإنسولين إرتفع في الدم و وصل لنسبته الأعظمية بعد 30 دقيقة من تناول البروتين بينما تفكيك أسرع أنواع البروتين يحتاج إلى 60 دقيقة على الأقل. على العكس، إرتفاع الإنسولين لم يكن بسبب الجلوكوز لأن الدراسة السابقة أصلاً أثبتت أن زيادة تناول البروتين لا يزيد جلوكوز الدم كما تفعل الكربوهيدرات.
-----------------------------------------------
إستجابة الأنسولين كانت مرتبطة بكبح الجوع لأنه و بالرغم من أن الوي بروتين أحدث أكبر إستجابة للإنسولين إلا أن الدراسة أثبتت أن المجموعة التي تناولت الوي بروتين إنخفضت لديها الشهية أكثر من تناولها البيض، الديك الرومي أو التونا و أدى إلى تناولهم 150 سعرة حرارية أقل في الوجبة التالية و ذلك أيضاً بسبب إرتفاع الإنسولين.
-----------------------------------------------
إذا نستنتج أن البروتين محفز قوي للإنسولين و إفرازه لم يكن أبداً بسبب نسبة جلوكوز الدم أو بسبب تحويل البروتين إلى جلوكوز. في الواقع هناك دراسة أخرى أثبتت أن اللحم البقري يحفز الإنسولين بقدر ما يفعله الرز البني. لذلك هناك الكثير من الإرتباطات بإرتفاع مستويات الإنسولين غير الكربوهيدرات.
-----------------------------------------------
و السؤال الآن، كيف للبروتين أن يرفع نسبة الإنسولين بهذه السرعة و خصوصاً الوي بروتين؟
الأحماض الأمينية الموجودة في البروتين بإستطاعتها تحفيز البنكرياس لإفراز الإنسولين بدون أن تتحول إلى جلوكوز و خصوصاً اللوسين، و كلما زادت نسبة اللوسين زاد إفراز الإنسولين و ذلك يحدث أيضاً عند تناول الألبان.
-----------------------------------------------
البعض قد يقول لك بأن إرتفاع نسبة الإنسولين في الدم ستؤدي إلى تثبيط حرق الدهون لأنه يسبب إفراز الجلوكاجون الذي يعمل ضد الإنسولين. الإنسولين يكبح الليبوليسيس و البعض يعتقد أن الجلوكاجون يزيد نسبة الليبوليسيس.
-----------------------------------------------
أتت فكرة أن الجلوكاجون يزيد الليبوليسيس من ثلاثة أشياء و هي أن الأنسجة الدهنية لدى الإنسان تحوي على مستقبلات جلوكاجون، حقيقة أن الجلوكاجون يزيد الليبوليسيس لدى الحيوانات و حقيقة أن الجلوكاجون ثبت أنه يزيد نسبة الليبوليسيس في الخلايا الدهنية في المختبر (زراعة الخلايا).
ما يحدث في المختبر ليس بالضرورة أن يحدث داخل جسمك، الأبحاث الحديثة أثبتت أن الجلوكاجون لا يزيد من إفراز الليبوليسيس.
و علينا أن نتذكر أن الجلوكاجون أيضاً سيفرز بسبب البروتين بإعتبار البروتين محفز للإنسولين و سيحدث هبوط سريع في الإنسولين إن لم تتناول كربوهيدرات مع البروتين.
الجلوكاجون سيمنع هذا الإنخفاض السريع في سكر الدم عن طريق تحفيز الكبد لإفراز الجلوكوز.
-----------------------------------------------
إذاً الإنسولين ليس عدواً شريراً كما يظنه البعض أو بالأحرى الكثيرين إنما الهرمونات المسؤولة عن تصنيع الدهون هي التي يجب أن تبقى منخفضة و ليس هو.
الحل الوحيد لإبقاء الإنسولين منخفضاً هو تناول كمية قليلة جداً من البروتين و كمية قليلة جداً من الكارب و الكثير الكثير من الدهون و بالتأكيد لا أحد سيفعل ذلك و لن يفعل.
-----------------------------------------------
أعلم أنك في حيرة الآن لأن الكثيرين لا يعلمون أن البروتين له تأثير على الإنسولين أكثر من الكربوهيدرات على عكس ما يعتقده الجميع و لكن العلم يتطور و من يتشبث بمعتقدات قديمة و بالية عليه أن يتقبل ذلك و أن كل ما كان يعرفه خطأ.
-----------------------------------------------
يبقى سؤال بسيط، إن كان البروتين أقوى من الكربوهيدرات في تحفيز الإنسولين، لما الكربوهيدرات البسيطة لها سمعة سيئة؟
الكربوهيدرات البسيطة سمعتها سيئة ليس لأنها ترفع نسبة الإنسولين لأن البروتين كما تحدثت مفعوله أقوى و لكن بسبب كثافة الطاقة فيها، بوجود الكربوهيدرات البسيطة بإمكانك تخزين كمية كبيرة من السعرات الحرارية بحجم صغير و ليس فقط ذلك، بل إن الأطعمة ذات الحجم الصغير و الكثافة العالية للطاقة لا تشعرك بالشبع و ستبقيك ترغب بالمزيد مقارنة بالأطعمة ذات كثافة الطاقة المنخفضة و هذا هو المقياس الذي يجب أن تقيس عليه نسبة الشبع.
-----------------------------------------------
الخلاصة أحبائي الإنسولين لا يستحق تلك السمعة السيئة و في الواقع له الفضل الأكبر في كبح الجوع عند تناول البروتين و تذكر أن الإنسولين سيرتفع حتى و لو كنت متبعاً لحمية منخفضة الكارب و مرتفعة البروتين.
بدل القلق حول الإنسولين ركز على الحمية الغذائية و ما يناسبك فيها بشكل أفضل من ناحية الشبع و الإستمرارية و تذكر دائماً أن الحمية التي تنفع معك قد لا تنفع مع غيرك في الغالب.
-----------------------------------------------
-----------------------------------------------
المقال طويل و لكن أنصحكم بالقراءة.
-----------------------------------------------
الإنسولين هو هرمون بروتيني يتكون من 51 حمض اميني و يفرزه البنكرياس، و إكتسب هذا الهرمون سمعة سيئة في الأوساط الرياضية خصوصاً حميات خفض الوزن و حرق الدهون و تمت شيطنته و جعله العدو الأكبر لخسارة الدهون و هذا شيء مؤسف.
-----------------------------------------------
الإنسولين يقوم بموازنة الجلوكوز في الدم. بعد تناول وجبة تحوي كربوهيدرات يتم تكسيرها إلى جلوكوز الذي يعد مصدر الطاقة للخلايا، الجلوكوز يدخل مجرى الدم، يتحسس البنكرياس إرتفاع الجلوكوز فيطلق المرحلة الأولى للإنسولين خلال 10 دقائق. الإنسولين يسمح للجلوكوز بالدخول للكبد و العضلات و الخلايا الدهنية. ثم يطلق المرحلة الثانية حتى يعود طالما هناك جلوكوز في مجرى الدم. (مرضى السكري ليس لديهم المرحلة الأولى). بمجرد عودة الجلوكوز لمستوياته الطبيعية تنخفض نسبة الإنسولين معه. هذا يحدث طوال اليوم. تأكل وجبة، يرتفع الجولكوز، يرتفع الأنسولين، ينخفض الجلوكوز، ينخفض الإنسولين. و عادة تكون نسبة الإنسولين منخفضة في الصباح الباكر بسبب كونك لم تتناول أي وجبة على الأقل منذ 8 ساعات.
-----------------------------------------------
و لكن الإنسولين لا ينظم فقط جلوكوز الدم، إنما يحفز أيضاً تكون أو بناء البروتين في العضلات بالإضافة إلى أنه يمنع حرق الدهون و يساعد على تخزينها.
يبدأ الآن الرعب. منع حرق الدهون و المساعدة في تخزينها؟ هذا شيء خطير.
بسبب هذه الميزة الآخيرة الجميع بدأ يعطي سمعة سيئة لهذا الهرمون و التحذير من إرتفاعه بشكل مستمر.
يزعم أن الإنسولين يسبب تراكم الدهون بسبب المنطق التالي:
-----------------------------------------------
حمية مرتفعة الكارب > إنسولين مرتفع > ليبوجينيسيس عالي/ليبوليسيس منخفض > زيادة نسبة الدهون > بدانة.
و إن عكسنا المنطق فإن:
حمية منخفضة الكارب > إنسولين منخفض > ليبوجينيسيس منخفض/ليبوليسيس عالي > إنخفاض نسبة الدهون.
ليبوجينيسيس: مراكم الدهون
ليبوليسيس: محلل الدهون
صحيح؟
-----------------------------------------------
سنتكلم الآن عن خرافات الإنسولين و نصححها:
1- الحمية عالية الكارب تقود إلى نسبة إنسولين مرتفعة
من أحد الخرافات التي تحيط بالإنسولين أن إرتفاعه سيسبب تخزين الدهون بسبب إرتفاع نسبة الليبوجينيسيس أكثر من نسبة الليبوليسيس و هذا بالفعل صحيح، زيادة الأول على الثاني تسبب زيادة الدهون.
و لكن عند الناس الأصحاء الإنسولين فقط يرتفع عند تناول وجبة و هذا يعني أن الليبوجينيسيس سيطغى على الليبوليسيس فقط في الساعات التي تلي الوجبة (ستخزن دهون). و خلال فترات الصيام مثل الفترات المتباعدة بين الوجبات أو عند النوم فإن الليبوليسيس يرتفع ليطغى على الليبوجينيسيس (ستحرق دهون) و ذلك يعني أنهما خلال 24 ساعة سيتعادلا و كل شيء سيعود لسابق وضعه و ذلك في حال عدم تجاوز السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك يومياً.
-----------------------------------------------
في الرسم البياني المرفق ستشاهد نشاط الليبوجينيسيس باللون الأخضر إستجابة لتناول وجبة و الأزرق نشاط الليبوليسيس عند عدم تناول أي طعام أو النوم، ستلاحظ أنهما خلال 24 ساعة سيتعادلان في النتائج في حال لم تتناول أي فائض من السعرات الحرارية و هذا يعني أنه حتى لو كانت الحمية مرتفعة الكربوهيدرات فإنك لن تكسب أي وزن طالما تتحكم بعدد السعرات الحرارية.
-----------------------------------------------
2- الكربوهيدرات ترفع الإنسولين مما يؤدي إلى إرتفاع نسبة الدهون
في الواقع جسمك يستطيع تخزين الدهون حتى لو كانت الحمية لديك منخفضة الكربوهيدرات أو حتى معدومة.
كيف يحدث ذلك؟
هناك أنزيم في الخلايا الدهنية يسمى HSL هذا الأنزيم يساعد على تكسير الدهون و لكن الإنسولين يثبط هذا الإنزيم و بالتالي تثبيط تكسير الدهون و هنا يبدأ الرعب مجدداً.
و لكن هل تعلم أن تناول الدهون أيضاً يثبط هذا الأنزيم حتى عند إنخفاض الإنسولين؟
هذا يعني أنك لن تستطيع خسارة الدهون حتى لو خفضت كمية الكربوهيدرات إلى أدنى حد إن كنت تتناول سعرات حرارية أكثر من حاجتك و بالتالي حتى تستطيع حرق الدهون يجب أن تتناول سعرات حرارية أقل من حاجة جسمك.
-----------------------------------------------
3- الإنسولين يرتفع فقط بسبب الكربوهيدرات
لا، غير صحيح أبداً
هل تعلم أن البروتين يرفع نسبة الإنسولين؟
نعم و ليس فقط هذا بل و يرفعه أكثر من الكارب، في أحد الدراسات تمت المقارنة بين وجبتين و تأثيرهما على إرتفاع الإنسولين، الوجبة الأولى تحوي 21غ بروتين و 125غ كارب و الثانية تحوي على 75غ بروتين و 75غ كارب، كلاهما يحوي 675 سعرة حرارية بالضبط.
كانت النتيجة أن إستجابة الأنسولين أعلى في الوجبة العالية البروتين و كانت نسبة سكر الدم أعلى في الوجبة العالية الكارب.
*شاهد المخططات البيانية المرفقة.
نلاحظ هنا أن الإنسولين لم يكن مرتفعاً في الوجبة العالية الكارب بالرغم من عدم إرتفاع نسبة سكر الدم بالرغم من أن الوجبة الثانية تحوي ضعف كمية الكارب و ليس أكثر بقليل فقط.
و ليس فقط ذلك، بل كانت نسبة الشعور بالجوع أقل و نسبة الشعور بالشبع أعلى في الوجبة العالية البروتين.
-----------------------------------------------
دراسة أخرى قارنت تأثير عدة أنواع بروتين على الإنسولين كانت نتيجتها أن الوي بروتين كان في المرتبة الأولى من حيث قدرته على رفع الإنسولين ثم السمك تلاها الديك الرومي و في المرتبة الأخيرة البيض.
و بغض النظر عن الفروقات بينهم فإن الذي لا شك فيه هو أنهم جميعاً قاموا برفع الإنسولين بالرغم من أنهم ليسوا من فصيلة الكربوهيدرات.
قد يدعي البعض و يقول أن البروتين رفع الإنسولين لأنه تحول في الكبد إلى جلوكوز و لكن هذا الإدعاء غير صحيح لأن الإنسولين إرتفع في الدم و وصل لنسبته الأعظمية بعد 30 دقيقة من تناول البروتين بينما تفكيك أسرع أنواع البروتين يحتاج إلى 60 دقيقة على الأقل. على العكس، إرتفاع الإنسولين لم يكن بسبب الجلوكوز لأن الدراسة السابقة أصلاً أثبتت أن زيادة تناول البروتين لا يزيد جلوكوز الدم كما تفعل الكربوهيدرات.
-----------------------------------------------
إستجابة الأنسولين كانت مرتبطة بكبح الجوع لأنه و بالرغم من أن الوي بروتين أحدث أكبر إستجابة للإنسولين إلا أن الدراسة أثبتت أن المجموعة التي تناولت الوي بروتين إنخفضت لديها الشهية أكثر من تناولها البيض، الديك الرومي أو التونا و أدى إلى تناولهم 150 سعرة حرارية أقل في الوجبة التالية و ذلك أيضاً بسبب إرتفاع الإنسولين.
-----------------------------------------------
إذا نستنتج أن البروتين محفز قوي للإنسولين و إفرازه لم يكن أبداً بسبب نسبة جلوكوز الدم أو بسبب تحويل البروتين إلى جلوكوز. في الواقع هناك دراسة أخرى أثبتت أن اللحم البقري يحفز الإنسولين بقدر ما يفعله الرز البني. لذلك هناك الكثير من الإرتباطات بإرتفاع مستويات الإنسولين غير الكربوهيدرات.
-----------------------------------------------
و السؤال الآن، كيف للبروتين أن يرفع نسبة الإنسولين بهذه السرعة و خصوصاً الوي بروتين؟
الأحماض الأمينية الموجودة في البروتين بإستطاعتها تحفيز البنكرياس لإفراز الإنسولين بدون أن تتحول إلى جلوكوز و خصوصاً اللوسين، و كلما زادت نسبة اللوسين زاد إفراز الإنسولين و ذلك يحدث أيضاً عند تناول الألبان.
-----------------------------------------------
البعض قد يقول لك بأن إرتفاع نسبة الإنسولين في الدم ستؤدي إلى تثبيط حرق الدهون لأنه يسبب إفراز الجلوكاجون الذي يعمل ضد الإنسولين. الإنسولين يكبح الليبوليسيس و البعض يعتقد أن الجلوكاجون يزيد نسبة الليبوليسيس.
-----------------------------------------------
أتت فكرة أن الجلوكاجون يزيد الليبوليسيس من ثلاثة أشياء و هي أن الأنسجة الدهنية لدى الإنسان تحوي على مستقبلات جلوكاجون، حقيقة أن الجلوكاجون يزيد الليبوليسيس لدى الحيوانات و حقيقة أن الجلوكاجون ثبت أنه يزيد نسبة الليبوليسيس في الخلايا الدهنية في المختبر (زراعة الخلايا).
ما يحدث في المختبر ليس بالضرورة أن يحدث داخل جسمك، الأبحاث الحديثة أثبتت أن الجلوكاجون لا يزيد من إفراز الليبوليسيس.
و علينا أن نتذكر أن الجلوكاجون أيضاً سيفرز بسبب البروتين بإعتبار البروتين محفز للإنسولين و سيحدث هبوط سريع في الإنسولين إن لم تتناول كربوهيدرات مع البروتين.
الجلوكاجون سيمنع هذا الإنخفاض السريع في سكر الدم عن طريق تحفيز الكبد لإفراز الجلوكوز.
-----------------------------------------------
إذاً الإنسولين ليس عدواً شريراً كما يظنه البعض أو بالأحرى الكثيرين إنما الهرمونات المسؤولة عن تصنيع الدهون هي التي يجب أن تبقى منخفضة و ليس هو.
الحل الوحيد لإبقاء الإنسولين منخفضاً هو تناول كمية قليلة جداً من البروتين و كمية قليلة جداً من الكارب و الكثير الكثير من الدهون و بالتأكيد لا أحد سيفعل ذلك و لن يفعل.
-----------------------------------------------
أعلم أنك في حيرة الآن لأن الكثيرين لا يعلمون أن البروتين له تأثير على الإنسولين أكثر من الكربوهيدرات على عكس ما يعتقده الجميع و لكن العلم يتطور و من يتشبث بمعتقدات قديمة و بالية عليه أن يتقبل ذلك و أن كل ما كان يعرفه خطأ.
-----------------------------------------------
يبقى سؤال بسيط، إن كان البروتين أقوى من الكربوهيدرات في تحفيز الإنسولين، لما الكربوهيدرات البسيطة لها سمعة سيئة؟
الكربوهيدرات البسيطة سمعتها سيئة ليس لأنها ترفع نسبة الإنسولين لأن البروتين كما تحدثت مفعوله أقوى و لكن بسبب كثافة الطاقة فيها، بوجود الكربوهيدرات البسيطة بإمكانك تخزين كمية كبيرة من السعرات الحرارية بحجم صغير و ليس فقط ذلك، بل إن الأطعمة ذات الحجم الصغير و الكثافة العالية للطاقة لا تشعرك بالشبع و ستبقيك ترغب بالمزيد مقارنة بالأطعمة ذات كثافة الطاقة المنخفضة و هذا هو المقياس الذي يجب أن تقيس عليه نسبة الشبع.
-----------------------------------------------
الخلاصة أحبائي الإنسولين لا يستحق تلك السمعة السيئة و في الواقع له الفضل الأكبر في كبح الجوع عند تناول البروتين و تذكر أن الإنسولين سيرتفع حتى و لو كنت متبعاً لحمية منخفضة الكارب و مرتفعة البروتين.
بدل القلق حول الإنسولين ركز على الحمية الغذائية و ما يناسبك فيها بشكل أفضل من ناحية الشبع و الإستمرارية و تذكر دائماً أن الحمية التي تنفع معك قد لا تنفع مع غيرك في الغالب.
-----------------------------------------------
-----------------------------------------------
الدراسات:
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20484484
ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1083868
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17986602
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11320614
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9950782
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/16933179
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20060863
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/18249201
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9356547
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20500788
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/6800820
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/8263154
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/2755873
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11344211
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11238513
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9356547
ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11478473
-----------------------------------------------
إنشرها إن أحببت كي تعم الفائدة و لكن لا تنسى ذكر المصدر
#كروب_بناء_الأجسام_السوري
إنستاغرام: instagram.com/syr.bbg
المدونة: syrbbg.blogspot.com
الصفحة الرسمية الرديفة: fb.me/syr.bbg
موسوعة أبطال سوريا: fb.me/syrian.bb.champions